يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
بدائع العضيان – حي الياسمين _ طريق الملك عبدالعزيز
منذ القدم عُرف النذر كأحد صور القُربات التي يُظهر بها العبد صدق نيته مع الله عز وجل، إذ يربط المسلم نفسه بعبادة أو صدقة معينة عند تحقق أمرٍ ما أو طلب حاجة. قال الله تعالى في وصف عباده الصالحين:
﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾ [الإنسان: 7].
لكن النذر ليس مجرد وعد عابر، بل عبادة لها أحكام وضوابط شرعية، قد يجهلها كثير من الناس. في هذا المقال سنتعرّف على معنى النذر، أنواعه، حكم الوفاء به، وكيف يمكنك أداؤه بطريقة صحيحة عبر الجمعية، بحيث يتحقق المقصود الشرعي وتصل الصدقة إلى مستحقيها.
النذر في اللغة: الإلزام.
وفي الاصطلاح: إلزام المسلم نفسه بطاعة لم تكن واجبة عليه ابتداءً، تقرّبًا لله تعالى.
مثال: أن يقول شخص "لله عليّ أن أتصدق بكذا إن نجحت في دراستي"، أو "إن شفى الله مريضي فلله عليّ أن أذبح ذبيحة للفقراء".
قال تعالى: ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ﴾ [الإنسان: 7].
وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ﴾ [البقرة: 270].
وقال النبي ﷺ: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" [رواه البخاري].
هذه النصوص تؤكد أن النذر عبادة معتبرة، لكن لها ضوابط وأحكام.
هو النذر الذي يتضمن قربة لله تعالى، مثل:
نذر الصدقة.
نذر الصيام
نذر الحج أو العمرة.
نذر ذبح الأضاحي أو الإطعام.
هذا النوع واجب الوفاء به، لأنه التزام بطاعة، وقد قال النبي ﷺ: "من نذر أن يطيع الله فليطعه".
مثل: أن ينذر المرء أن يشرب الخمر، أو يقطع رحمه، أو يفعل أي معصية.
هذا لا يجوز الوفاء به، بل على المسلم أن يتوب إلى الله ولا ينفذه.
كأن يقول الشخص: "إن نجحت فسأصوم شهرًا"، أو "إن شُفي مريضي فسأتصدق بكذا".
النبي ﷺ نهى عن هذا النوع، لأنه لا يردّ من قدر الله شيئًا، وإنما يُخرج من البخيل. لكنه إذا وقع وجب الوفاء به.
مثل: "إن سافرت فسألبس ثوبًا معينًا". هذا لا يُعتبر عبادة، ولا يلزم الوفاء به إلا إذا كان فيه مصلحة واضحة.
المشروع: يقرب العبد إلى الله ويزيد رصيده من الحسنات.
غير المشروع: إما معصية أو لغو لا يجوز فعله.
المكروه: لا يُستحب الإقدام عليه، لكنه إذا تحقق وجب الوفاء.
الوفاء بالنذر واجب على المسلم، وأداؤه يكون بحسب ما عيّنه الناذر:
نذر الصدقة
إذا قال: "لله علي أن أتصدق بمبلغ كذا"، يجب إخراج المبلغ كاملًا في وجه من وجوه الخير.
يمكن دفعه عبر الجمعيات الخيرية الموثوقة لتوزيعه على المستحقين.
نذر الصيام
إذا نذر صيام أيام محددة، لزمه الوفاء بها.
إن لم يستطع الصيام لعذر شرعي، فله أن يُخرج كفارة.
نذر الذبح والإطعام
يُذبح ما عيّنه الناذر ويوزع على الفقراء والمساكين.
الجمعيات توفر خدمة الذبح الشرعي وتوزيع اللحوم نيابة عن المتبرع.
نذر الحج أو العمرة
إذا تيسرت القدرة المالية والبدنية، وجب الوفاء به.
إن عجز المسلم عجزًا دائمًا، فله أن يُوكّل من يؤدي عنه.
الجميل اليوم أن الجمعيات الخيرية توفر منصات إلكترونية تسهّل عملية الوفاء بالنذر:
الدخول إلى الموقع الرسمي للجمعية.
تحديد نوع النذر: صدقة – إطعام – سقيا ماء – ذبيحة.
إدخال التفاصيل أو المبلغ.
إتمام الدفع الإلكتروني (مدى – فيزا – Apple Pay).
استلام إشعار بتنفيذ النذر مع تقرير أو صورة توثيقية أحيانًا.
سهولة التنفيذ: خطوات بسيطة عبر الإنترنت.
موثوقية: الجمعية مرخصة وتعمل تحت إشراف رسمي.
شفافية: تقارير وصور لمشاريع النذور.
انتشار: تصل مساعداتها للفقراء في القرى والمناطق المحتاجة.
النذر ليس مجرد التزام مادي، بل هو عبادة تُزكّي النفس وتربي على الصدق مع الله.
عندما يفي المسلم بنذره، يشعر براحة وطمأنينة.
النذر وسيلة لتجديد العهد مع الله بالاستقامة والطاعة.
الوفاء بالنذر يفتح أبواب الخير ويُبعد عن المرء البلاء.
إحدى السيدات نذرت أن تتصدق بمبلغ شهري إذا تحقق لها شفاء قريب لها. وبعد أن استجاب الله دعاءها، أدّت نذرها عبر الجمعية بمشروع "سقيا الماء". تقول: "شعرت أن كل قطرة ماء يشربها المحتاجون دعوة لي بالخير، وأن نذري صار صدقة جارية لي ولأهلي".
حدّد نذرك بوضوح: لتعرف بالضبط ما يجب أداؤه.
ابحث عن الوسيلة الأنسب: الصدقة الجارية أو الإطعام أو غيره.
سارع بالوفاء: لا تؤخّر النذر بعد تحقق سببه.
استعن بالجمعية: لتضمن وصول النذر لمستحقيه بطريقة شرعية وموثوقة.
نعم إذا كان النذر مطلقًا (أي غير مقيّد بنوع معين)، فيجوز دفع قيمته للجمعية لتوزيعها.
يجب إخراج كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو صيام ثلاثة أيام.
النذر لا يرد القدر، لكنه يُظهر صدق العبد في طاعته لله، ويُكتب له الأجر إذا وفى به.
النذر عبادة عظيمة، تعكس التزام المسلم بعهده مع الله، وتفتح أبواب الأجر المستمر. الوفاء به واجب، وتأخيره قد يحرمك من بركات عظيمة.
واليوم، بفضل التقنيات الحديثة، يمكنك الوفاء بنذرك بسهولة ويسر عبر الجمعية. اجعل نذرك صدقة جارية تبقى لك بعد رحيلك، وتذكّر قوله تعالى:
﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾ [الحج: 29].
بادر اليوم وساهم في مشروع النذور عبر الجمعية، لتجعل عهدك مع الله صدقة خالدة وأجرًا دائمًا.